مبارك يا عزيزى لقد أصبحت طالبا جامعيًّا

هذه السنة ستُحدد مصيرك” ، ” أجتهد فى الثانوية لتستريح في الجامعة ” من منّا لم يسمع هذه الجمل ِمرارا وتكرارا وهو في المرحلة الثانوية! أوكد لكم أن الجميع َس ِمع تلك الكلمات كثيرا والجميع أيضا أكتشف أنها كلمات خاطئة تماما و ُمجرد إعتقادات قديمة ولا أساس لها ، فلا يوجد ما يُحدد مصيرك سوى الله _عز وجل_ وما إجتهادك إلا سبب ، كما أنه لا توجد راحة تامة في الجامعة كما يعتقد البعض ، وما المرحلة الجامعية إلا مرحلة
جديدة أنت ُمقبل عليها _ وهى أمتع مراحل حياتك_ فمبارك يا عزيزى لقد أصبحت طالبًا جامعيًّا


ما حدث قد حدث

تهانينا لقد أنتهت مرحلة الضغط النفسى والعصبي ، و ُمبارك لك على ما حققت فأيًا كانت الكلية التى ألتحقت بها فأنت حقًا حققت ما عليه وجب تكريمك ، بغض النظر أن كنت راضيًا عما حققت أم لا فما حدث قد حدث ،كافئ ذاتك وأنظر لما يجب أن تحققه فى المستقبل ، وأعلم أن جميع الكليات تُكمل بعضها فلا وجود لكلية قمة أو قاع ، ولكن هناك وجود لشخص جاهد وحارب ليكن فخور بذاته وآخر توقف عند نقطة ” لقد تدمر ُحلمى” أو ” لا أستطيع ” وأنت من تختار مثل من تُريد أن تكون! ، لذا تقبل الواقع برضى تام وصدق وأعمل على إثبات ذاتك.


مرحلة جديدة ، حياة جديدة

الجامعة تعطيك حياة جديدة لتستكشف ذاتك أكثر ، تُكون أصدقاء ُجدد وتُوسع دائرة معارفك وزملائك ، الجامعة ليست لتحصيل العلم والمذاكرة فقط ولكن من المفيد جدا الإلتحاق بالأنشطة الطلابية وتنمية مواهب الفرد المختلفة مثل ( الرسم – الغناء- إلقاء الشعر – التمثيل – الكتابة-….إلخ) وذلك من خلال المسابقات التى تتم سواء على مستوى الكليه أو الجامعة ككل أو حتى على مستوى الجامعات المختلفة ( الجمهورية ) ، وذلك لن يتعارض مع الدراسة المحددة بالكلية بل سيُساعدك على تطوير ذاتك بما سينفعك إما فى مجال العمل أو تفريغ طاقاتك الإبداعية.

كما أنه يمكنك تعلم مهارات جديدة أو هوايات جديدة ما كنت تعتقد يوما أنه بإمكانك القيام بها ، وكذلك إذا كنت مهتم بمجال البحث العلمى ستجد من يدعمك ويُرشد لتصل لما تُريد ، يُتيح المجتمع الجامعى لك أيضا فرص كثيرة للتدرب في مجالات كثيرة تتعلق بتخصصك أو هواياتك وفيها تستطيع تنمية مهاراتك وإكتساب مهارات جديدة، فالجامعة مجتمع ننتمى جميعنا له ، يحمل الكثير من الذكريات الحلوة والصعبة ،ولكنها ستظل المرحلة الأجمل على الإطلاق والتى فيها ستتعرف على ذاتك


الجامعة ُمجرد بداية

بفرض أنك ألتحقت بكلية ولم تكن مبتغاك ، هذه ليست نهاية العالم ، دائما ما يكون هناك حل ، أدرس جيدا في ذلك المجال الغير ُمحبب لديك فلربما تجد شيئًا فيه يجعلك تحبه وتتميز فيه وتدرك أن ذلك الطريق لم يكن سوى طريقك الأفضل على كل الأحوال …


وبفرض أنك بذلت قصارى جهدك وبالفعل لم تستطع التأقلم وشعرت أنك تمر من الكلية مرور الكرام ،هنا تكون الوقفة.. في كلتا الحالتين عليك التمسك بشغفك مهما كان بعيدًا عن مجالك الحالى ، ففى وقتنا الحالى يسهل الحصول على المعلومات وورش التدريب في المجالات المختلفة بل أيضا صنع مجالك الخاص ، فقط ستحتاج لوضع خطه تنظم فيها أهدافك وإحتياجات لتحقيق تلك الأهداف وكذلك قدراتك الحالية ومن ثَم تبدأ وبين كل فترة زمنية وأخرى تُعيد تقيم نفسك لتستشعر التطوير وتتأكد أنك تسير في الطريق الصحيح

فلنبدأ من جديد

ستنتهى سنوات الدراسة سريعًا ولكن سنظل في حاجة لتعلم المزيد سواء في نفس المجال أو في مجالات أخرى وأخيرا إستمتعوا بما يُقدم إليكم من علم وتعلموا المزيد والمزيد واسعوا خلف طموحاتكم وشغفكم وتمتعوا بتلك اللحظات من عمركم حلوها و ُمرها وتذكروا أنه لا وجود للمستحيل مادامت الإرادة

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *